أفرج عن 900 سجين منهم 120 امرأة صندوق التكافل لرعاية السجناء بصيص نور للمحكومين بقضايا مالية
القبس - الأحد10 رمضان 1425 هـ ـ 24 اكتوبر 2004 ـ السنة 33 ـ العدد 11271
كتب خالد الدوسري:
خلف القضبان يقبع مئات من الرجال والنساء الذين عجزوا عن سداد أموال مستحقة عليهم، بعض هؤلاء غرر بهم او كانوا ضحية لمن انتزعت الامانة والرحمة من قلبه، لذلك تحركت مجموعة نشطة ممن تبحث عن الاجر والثواب لمساعدة ضحايا الكفيل والوكيل وطلب الذمة واخراجهم من سجونهم واعادتهم لاسرهم وجمع شتاتهم من جديد.
من هنا انطلقت فكرة انشاء صندوق التكافل لرعاية السجناء، الذي يقوم على مساعدة السجناء الذين يقضون عقوبات بسبب قضايا مالية، وتمكن الصندوق منذ تأسيسه في عام 1999 من اطلاق سراح 900 سجين كانوا يقضون احكاما متفاوتة على ذمة قضايا مالية.
«القبس» التقت مع رئيس صندوق التكافل لمساعدة السجناء مساعد مندني وبعض الحالات التي قام الصندوق بمساعدتها.
في البداية كشف مساعد مندني ان «فكرة انشاء الصندوق بدأت بعد عرض حلقة الشيكات التي قدمها الاعلامي محمد السنعوسي في عام 1999، مشيرا الى ان البرنامج قدم القضية ووجدنا بأن من واجبنا التحرك للوقوف اكثر على ابعاد هذه القضية الانسانية، وبالفعل بعد دراسة الكثير من الحالات التي تقضي احكاما بالسجن تبين ان هناك الكثير من الحالات التي تستدعي المساعدة لانها حالات انسانية، وايضا تبين ان هناك مظلومين، لكن كما يقال ان القانون لا يحمي المغفلين لذلك هم بالسجن».!
واكد مندني ان «الصندوق لم ينشأ للدفاع عن المجرمين والسارقين وانما اسس وفق الشريعة الإسلامية، منوها بأن جمعية الاصلاح الاجتماعي تفاعلت مع الفكرة وقدمت ما تستطيع من دعم لنا لانشاء هذا المشروع حتى يرى النور».
محوران أساسيان
واوضح مندني ان عمل الصندوق ينطلق من محورين اساسيين المحور الاول قائم على الجانب التوعوي ويشمل بث الروح الايمانية لدى السجناء لكي لا يقنطوا، اما المحور الثاني فهو الافراجي حيث يقوم الصندوق بدراسة بعض حالات السجناء في القضايا المالية، دراسة مستفيضة للتأكد من استحقاقهم للمساعدة، حيث يساعد الصندوق شريحة معينة من المحكومين بقضايا مالية وهي الكفيل والوكيل واصحاب الدخل المتوسط والاقل من متوسط».
داعمان رئيسيان
واضاف ان «الامانة العامة للاوقاف وبيت الزكاة هما الداعمان الرئيسيان للصندوق ماديا، مشيرا الى ان 20% فقط من الاموال التي وصلت للصندوق منذ انشائه جاءت بشكل مباشر من اصحاب الايادي البيضاء».
جواز الأمر
ولفت مندني ان الكثيرين من اصحاب الايادي البيضاء يعتقدون بأنهم لا يؤجرون اذا ما دفعوا جزءا من صدقاتهم او زكاتهم لهذا العمل الخيري، مؤكدا أن فتاوى من الشيخ الدكتور خالد المذكور والدكتور عجيل النشمي والدكتور جاسم الياسين وغيرهم الكثير أفتوا بجواز هذا الامر وذلك استنادا الى ايات قرآنية واحاديث نبوية صحيحة.
عمل إنساني
واعلن مندني أن الصندوق ساعد في انهاء معاناة 900 سجين وذلك بالافراج عنهم، مؤكدا أن عدد الكويتيين يتراوح بين 650 الى 750 من اجمالي الـ 900، كما ان هناك 120 امرأة، فالصندوق أخذ على عاتقه على ان يكون العمل انسانيا لذلك ساعد ايضا بانهاء مشكلة بعض السجناء غير المسلمين.
وكشف مندني ان الصندوق انفق مليونا وخمسمائة الف دينار كويتي للافراج عن الـ 900 سجين خلال السنوات الاربع الماضية، مشيرا الى ان الصندوق يعمل حاليا على جميع التبرعات من اصحاب الايادي البيضاء من اجل اطلاق سراح 100 سجين خلال شهر رمضان المبارك، ونحتاج الى 500 الف دينار كويتي للافراج عنهم.
حـــــالات
كشف مندني ان هناك الكثير من الحالات التي يعتزم صندوق التكافل لرعاية السجناء مساعدتها للخروج من السجن في شهر رمضان المبارك وذلك في اطار مشروع فرحة رمضان.
واشار الى ان من هذه الحالات امرأة لديها 6 اطفال منهم 3 يعيشون معها في السجن لصغر سنهم وعدم وجود من يرعاهم، قد سجنت بعد ان استغل زوجها التوكيل، فتراكمت على زوجها الديون وهرب من البلاد، ليترك زوجته وابناءه يواجهون ما اقترفت يداه من ظلم وعدم مبالاة.
الأم وولدها في السجن
كشف الشيخ مســاعد واحدة من القضـــايا التي تنفطر لها القلوب، وهي ان امرأة كبـــيرة في السن استـــغل ابنـــها وفلذة كبـدها عــدم معـــرفة والدته القـــراءة لتبصــــم على كفالات ومستندات مالــية، الأمــر الذي انتهى بها هي وابــنها الى الســجن، علما بان هذه المرأة العجـــوز تعاني من مــرض القلب والسكر والضغط!
الديون أحاطت بأرملة وأم لـ 10 أبناء
قال الشيــخ مســاعد ان أرمـــلة مات عنـــها زوجــها، وتــرك لها 10 أطفال، فلم تتمــكن هذه الأرمــلة من دفــع إيجـــار المنزل، ولا أقســاط السيـــارة وتراكمت عليــها الديــون من كــل حـــدب وصوب حتــى بلغت 7000 آلاف ديــنار، وهـــي الآن تقضي عقوبة بالسجن وأولادها يعيــشون حرمانا من حنان الأم.
فك العاني
استغرب مساعد مندني الاعتقاد السائد لدى الكثيرين من عدم اعتبار دفع الأموال من صدقات أو زكاة للافراج عن المساجين ببعض قضايا الأموال من اعمال الخير وأنهم لا يؤجرون عليها، مؤكداً أن هناك فتاوى من مشايخ ومن وزارة الأوقاف تؤكد على ان دفع الأمــوال مــن صدقات وزكاة من أجل اطـلاق سراح المساجين بذمة قضــايا الأموال ممن غرر بهم جــائزة بل انهم حثوا عليها لما فيــها من اجر وعمل خير.. مستنــدين في ذلك الى آيات قرآنية وأحاديث نبوية منها حديث الرسول الذي أوصى به «بفك العاني» أي «السجين».
مساعدات
من الحالات التي قام الصندوق بمساعدتها ان امرأة اصدرت شيكا بقيمة 500 ألف دينار لزوجها وذلك مقابل ان لا تطالب بأي حقوق بعد ان يطلقها، لكن الزوج قدم الشيك في اليوم الثاني من الطلاق لتذهب الزوجة الى السجن.
واضاف ان الصندوق سعى لمدة عام للوصول الى هذا الزوج وبعد محاولات قدم الصندوق 2000 دينار فقط ليتنازل عن القضية، وتم الافراج عن هذه المرأة التي قضت اكثر من عام داخل السجن.
الرجل والزوجة في السجن
امرأة هددها زوجــها بالطلاق ان لم تبادر إلى كفــالته، فكان له ما اراد، ولكــن ما هــي الا اشهر حتى القـي القبض على الزوج وتبعته الزوجــة إلى السجن ليبقى ولدهما الرضيع مع اشقاء الزوج.
أهداف الصندوق:
الحرص على لم شمل الاسرة وترابط افرادها.
الحفاظ على كيان الاسرة كأساس للمجتمع.
تهيئة ظروف النشأة الاجتماعية السليمة للأبناء في ظل رعاية والديهم.
تماسك المجتمع الكويتي وتكاتفه.
العمل على الافراج عن السجناء والسجينات بالقضايا المالية بدفع المبالغ المستحقة عنهم بعد دراسة الحالة.
المساهمة في تيسير وتسهيل أمر من له الحق في الافراج عنه وتقليل مدة حبسه حسب القانون المتبع.
متابعة ومساعدة النزلاء والنزيلات بعد خروجهم من السجن وذلك الى ان يحصل على وظيفة.
غرس الاخلاق الاسلامية الفاضلة والسلوك السوي في نفوس السجناء.
تنمية الثقافة الاسلامية ومبادئ الاسلام لدى السجناء.
توعية وتوجيه المجتمع باخطار القضايا المالية.
مســجـــــون بسبب 5 دنانير
كشف رئيس صندوق التكافل لرعاية السجناء مساعد مندني أن الصندوق علم بأن هناك سجينا في الإبعاد عاجز عن دفع 5 دنانير، فقام الصندوق بدفعها للإفراج عنه.
مفرج عنهم متطوعون في الصندوق:
مكاتب التكييش باب الدخول إلى الزنازين
في صندوق التكافل لرعاية السجناء، يعمل بعض الذين افرج عنهم أخيرا وبشكل تطوعي بعدما قام الصندوق بتسوية المديونية التي عليهم، وتم الافراج عنهم بعد قضاء المدة ودفعهم الشعور بالمسؤولية وعمل الخير الى الانضمام الى ركب العمل الانساني لمساعدة السجناء الذي لا شك بأنه يشعر بمعاناتهم اكثر من اي شخص آخر.
قال المتطوع أبو أسيل بأنه سُجن لمدة اربع سنوات بسبب شيكات بدون رصيد بمبلغ 120 الف دينار، مشيرا الى انه كان يملك سوقا مركزيا مع شريك سرق البضاعة وهرب وبطبيعة الحال عجزت عن سداد قيمة البضاعة لينتهي الامر الى ان اودع بالسجن.
واضاف ابو اسيل بالقول انه بعد سجنه تفرقت اسرته وفقد وظيفته لكن مع ذلك كان لوجود النشطاء من العاملين في صندوق التكافل الاثر الكبير في نفسي لمواجهة ما لقيت من مشاكل عندما كنت في السجن، لذلك انا اليوم هنا اعمل بكل ما استطيع من اجل اخواني السجناء بقضايا مالية، فهناك الكثيرين منهم ضحايا تورطوا بسبب ثقتهم المفرطة مع نصابين او انهم وقعوا فريسة لمكاتب التكييش التي تعتبر الباب الذي دخل منه المئات الى السجن.
واضاف بانه سيطرق كل الابواب لكي يقدم اهل الخير ما يستطيعون لمساعدة هؤلاء الضحايا. مشيرا الى ان جمع شمل الاسرة وفك الكرب عن المسلمين من افضل اعمال الخير التي امرنا بها الله وحثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال ابو ناصر ان من عاش ليوم واحد خلف القضبان بسبب قضية مالية كان هو ضحيتها، سيدرك تماما معنى واهمية عمل هذا الصندوق.
واضاف ابو ناصر ان انشاء هذا الصندوق جاء كمساندة مكملة للعمل الخيري في الكويت، مشيرا الى انه قضى حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وكان لصندوق التكافل فضلا كبيرا برفع معنوياتهم ومساعدتهم داخل السجن خلال تلك السنوات.
واضاف بانه بعد ان افرج عنه لم ينس عمل الصندوق كما انه لم ينس بان هناك ضحايا في السجن، لذلك بادر بالانخراط للعمل في الصندوق كمتطوع لمساعدة هؤلاء الضحايا، مشيرا الى ان الصنــدوق يعمل على توعية من هم بالخارج لكي لا يقـــعوا في شراك النصابين المتربصين بهم وايضا يساعد الضحايا في السجن، وهذا ما يجعل عمل الصندوق مميزا.
وحذر ابو ناصر المواطنين من مغبة الشيكات والتعامل مع مكاتب التكييش، مؤكدا بالوقت نفسه على اهمية دعم المواطنين للصندوق ليتمكن من اداء رسالته ومساعدة المحتاجين داخل السجن والافراج عنهم فهناك المئات من الضحايا والمغرر بهم.