مبدعون من وطني
أمة محمد صلى الله عليه وسلم الممتدة من المحيط إلى المحيط لا تتوقف عن العطاء أبدًا، مصداقًا لحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: (الخير في وفي أمتي إلى قيام الساعة)، وأحاول عبر هذه المقالات أن أسلط الضوء على جانب من أولئك الخيرين والمبدعين من مختلف الأقطار وشتى المجالات النافعة. ومبدعنا الجديد هذه المرة هي (جمعية التكافل لرعاية السجناء - الكويت) والتي أشهرتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مؤخرًا، ويديرها الشيخ مساعد محمد مندني وثلة من المتطوعين الأفاضل جزاهم الله تعالى خيرا، حيث نجحت الجمعية منذ تأسيسها في الإفراج عن 2100 سجين وسجينة من المدينين المعسرين، مع إعطائها الأولوية للنساء والمرضى وكبار السن.
ويمكننا تلخيص عمل الجمعية بكلمات قالها فيها فضيلة الشيخ د. خالد المذكور: (هذا الصندوق – الجمعية حاليًا – يساعد السجناء الغارمين من رجال ونساء لإخراجهم من السجن بشروط وقيود شرعية، ويقوم على إدارته أعضاء أثق فيهم وأزكيهم وأشد من أزرهم، وأحث إخواني المحسنين والخيرين على إعانة الصندوق من الزكاة والصدقات والخيرات والوصايا لتكملة مسيرته والقيام بدوره).
أما السيد محمد جاسم الخرافي – رئيس مجلس الأمة فيمتدح جهودهم قائلاً: (إن مجتمعنا بحاجة لمثل الجهود التي يبذلها القائمون على صندوق التكافل لرعاية السجناء، فكلنا بشر وقد نخطئ أو نصيب)، ومن جانبه قال السيد عصام الدبوس – عضو مجلس الأمة: (الجهود الإنسانية العظيمة التي يقوم بها صندوق التكافل لرعاية السجناء، تستحق كل مساندة وتقدير من جميع شرائح مجتمعنا، الذي عرف بالتكافل والتآزر عبر التاريخ).
وقد أعجبني في إبداع (جمعية التكافل لرعاية السجناء) كون القائمين عليها يحرصون على التعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة بنشاطهم، إذ يقول العميد د. حسين العبد السلام – مدير المؤسسات الإصلاحية في وزارة الداخلية: (تعودنا دائمًا أن يكون عملنا الإصلاحي مؤسسيًا، والإخوة في صندوق التكافل بدأوا معنا من خلال مكتبهم داخل السجن، وعملهم في هذا المجال واضح وملموس).
ويؤكد على ذلك السيد محمد علي الكندري – الوكيل المساعد في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بقوله: (الرسالة الإنسانية السامية التي يقوم بها الصندوق تحتاج مساندة جميع شرائح المجتمع، لتحقيق غايته النبيلة في مساعدة فئة من المجتمع قادتها ظروفها الصعبة للسجن، وإن التنسيق والتعاون كبيران بين وزارة الشؤون والصندوق).
بقي أن أنصح كل من يتردد في مساعدة أولئك السجناء والسجينات، أن يقرأ كتاب (حكايات وعبر) الذي أصدرته الجمعية ويتضمن مجموعة قصص واقعية مؤلمة من داخل السجن، لكن نهايات القصص أتت سعيدة ولله الحمد بفضله سبحانه ثم بجهد الجمعية والجهات الرسمية ذات الصلة بعملها والمحسنين الكرام.
ولا تفوتني الإشادة بالدعم السخي لكل من: بيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف وبيت التمويل الكويتي وشركة اسمنت الكويت وشركة أصول والخطوط الجوية الكويتية وشركة المطوع والقاضي، إلى هذه الجمعية المبدعة في اختصاصها وآليات عملها.
في الختام: أطلقت (جمعية التكافل لرعاية السجناء) مشروع (فرحة رمضان) الذي استهدف الإفراج عن 500 سجين وسجينة بتكلفة إجمالية تبلغ مليون دينار كويتي خلال الشهر الفضيل الفائت، ويمكن لجميع من أحب التواصل معها أو دعمها أو التصدق بما جاد به المولى الكريم عليه من خيرات، الاتصال على هاتف: 6111373 أو 2527437 أو عبر الموقع الالكتروني www.altakafol.com والحمد لله أولاً وأخيرا.
الكاتب: أسامة الشاهين
القسم: مقالات
الزاوية: مقالات عامة