جمعية التكافل لرعاية السجناء.. مفخرة كويتية
رغـم ان حديثي عن الكويت والكويتيين مجروح، ولكنها كلمة حق يشهد بها القاصي والداني حول تميز وريادة أهل الكويت في العمل الخيري المنطلق من تميزهم وريادتهم في كثير من المجالات.
وها هي الكويت تضيف إلى العمل الخيري كثيراً من الإبداعات، فهي التي تميزت - عن طريق المبادرات الأهلية الكريمة والمبادرات الرسمية كذلك - بإنشاء جمعية لتطويق مشكلة انتشار المخدرات «جمعية بشائر الخير»، وكذلك بإنشاء أول صندوق تطوعي وطني للعناية بالمرضى «صندوق إعانة المرضى»، بالإضافة الى تأسيس مبرة تستهدف تطويق الطائفية من خلال نشر تراث الآل والأصحاب بالشكل الوسطي الصحيح القائم على مراجع كل الطوائف «مبرة الآل والأصحاب»، بل ان فائض الأطعمة قد أنشأ له الكويتيون لجنة خاصة، حتى أضحى العمل الخيري في الكويت منارة عظيمة تشهد على حب أهل الكويت وأبناء هذا الوطن الغالي لعمل الخير، فأصبح الإقبال عليه في كل بيت كويتي من السمات الغالية على الأسر الكويتية والمميز لها.
وكم ذكرت ذلك كثيراً في اللقاءات الإعلامية عبر الفضائيات ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، وليس هذا بغريب على أهل الكويت ان يحتل العمل الخيري عندهم هذه المنزلة.
من هذه النماذج الطيبة أذكر جمعية التكافل لرعاية السجناء التي تهتم برعاية السجناء وأسرهم، فضلاً عن الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والأسرية والحالات الإنسانية للنساء والمرضى وكبار السن، ولديها العديد من المشاريع الإنسانية والوطنية أيضاً، لتحمل بذلك مهمة إدخال السعادة على قلوب المثقلين بالديون والهموم والأحزان.
كما تقوم هذه الجمعية بنشر الوعي في المجتمع وتحذر من مخاطر الديون، حيث ان القضايا المالية بشكل عام باتت تؤرق المجتمع الكويتي وصارت ظاهرة لها آثار سلبية تهدد استقرار الأسر.
كما عملت جمعية التكافل لرعاية السجناء على التواصل الفعال مع مؤسسات الدولة وبخاصة وزارة العدل ووزارة الداخلية، حتى ان إدارة الجمعية قامت بمبادرة طيبة حينما خاطبت وزارة الداخلية لمساعدة الموقوفين بسجن الإبعاد بسبب الغرامات المالية المتراكمة عليهم والعمل على تكملة إجراءات إبعادهم حتى تقوم الجمعية بدفع ما عليهم من غرامات مالية ليعودوا إلى بلادهم ويلتقون بأهلهم وذويهم.
ولقد اطلعت على تقرير للجمعية أوضحت فيه حجم المساعدات التي قدمتها الجمعية - منذ إشهارها عام 2005 حتى نهاية عام 2012 - للسجناء المبعدين ومن عليهم ضبط وإحضار، حيث بلغ عددهم 5677، حيث بلغت قيمة تلك المساعدات ثلاثة ملايين وتسعمائة وثلاثة وثلاثين ألفا وأربعمائة وستة وستين ديناراً (3.933.466.473 د.ك).
كما بلغت مساعدات أسر السجناء والحالات الانسانية خلال هذه الفترة 4589 أسرة، وكانت قيمة المساعدات مليونا ومائة واثنين وتسعين ألفا ومائة وأربعة وسبعين دينارا (1.192.174.301 د.ك) ليصل اجمالي المساعدات بذلك إلى خمسة ملايين ومائة وخمسة وعشرين الفا وستمائة وأربعين دينارا (5.125.640.774 د.ك).
وهذه المبالغ لا شك أنها كبيرة جداً وتدل دلالة واضحة على حجم الجهد المبذول لتحصيل هذه المساعدات من قبل الجمعية كما يدل على حب الأعمال الخيرية المكنون في قلوب الكويتيين، لتظل هذه الأعمال العظيمة شاهدة على إنسانية الكويت وأهلها، وتبرز هذا الانتماء الكبير الذي يأتي من منطلق حب الخير كسمة دينية إسلامية عظيمة، ومعلم كبير من معالم الإنسانية والرقي الإنساني وقدسية الأسرة عند المحسن الكويتي، فضلاً عن المتطوع للعمل في المجال الخيري.