جمعية التكافل تعمل على مساعدة السجناء بالقضايا المالية
بزغ نور العمل الخيري في الكويت منذ زمن، وبلغ أشده، وشع ضياؤه كزرع استغلظ فاستوى على سوقه، وآتى ثماره، وجنى حصاده، وقطف ثماره الآف الأيتام والفقراء والمعوزين في شتى أصقاع الأرض، وغدا نبراساً يحتذى لما يتمتع به من خبرات وانجازات قل نظيرها في الوطن العربي.إن أهل الكويت جبلوا على فعل الخير والبر والإحسان ومساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوف منذ زمن بعيد حتى أصبحت الأجيال تتوارثه جيلاً بعد جيل، الأمر الذي سهّل عمل الجمعيات الخيرية التي لا تزال أبوابها مفتوحة لاستقبال طلبات من عليهم قضايا أو ديون أو شيكات من دون رصيد أو ضبط واإحضار، ومساعدة المرضى المحتاجين للعلاج التي حالت ظروفهم المادية دون استكمال علاجهم، من المواطنين أو المقيمين.
ولأهمية الحديث عن مجالات التميز بين هذه الجمعيات الخيرية، قررت القبس أن تسلط الضوء على نجاحات وإضاءات العمل الخيري في الكويت، واختارت نماذج من بعض الجمعيات التي تبوأت مكان الصدارة في خدمة الإنسان أينما كان، داخل الكويت وخارجها.
أُنشئت جمعية التكافل لرعاية السجناء أوائل التسعينات بهدف الحفاظ على كيان الأسرة وترابط أفرادها كأساس للجميع، وذلك بالإفراج عن السجناء بالقضايا المالية ومساعدة المحتاج منهم ماديا قدر الاستطاعة.
كما تهدف الجمعية إلى تقليل مدة حبس المتهم بقضايا مالية وفق القانون المتبع وتسهيل وتيسير من له حق الإفراج، وتوعية المجتمع بأخطار القضايا المالية والتعاون مع الجهات الحكومية لعلاج الحالات المتورطة بأخطر القضايا المالية.
وتعد هذه الخطوة نقلة نوعية متميزة في العمل الخيري، نظرا لما تقوم به الجمعية من دور رائد ومهم في حل مشكلة إنسانية خطيرة في المجتمع وهي تورط المدينين في قضايا مالية وأودعوا السجن على ذمة هذه القضايا.
فكرة التأسيس.. مشكلة الديون
منذ سنوات والكويت تعاني مشكلة تورط بعض المواطنين وغيرهم بمشكلات مالية مثل: شيكات من دون رصيد ومنهم من وضع ثقته بأشخاص غير جديرين بالثقة، فقدم نفسه كفيلا لهم أو شريكا في أعمالهم التجارية فوجد نفسه متورطاً بقضايا مالية أكبر من قدرته فأودع السجن، ونتيجة تزايد وتفاقم المشكلة وتشعبها تحرك بعض المواطنين عام 2001 بدافع الحرص على إنقاذ اخوانهم من الضياع والوقوع تحت طائلة القانون في قضايا مالية ليس لهم فيها يد، وقرروا تشكيل صندوق للتكافل ورعاية السجناء وتم إشهاره رسميا كجمعية نفع عام 2005. وتتبع الجمعية سياسة واضحة لتنفيذ إجراءاتها المالية والإدارية للحفاظ على سرية الحالة ومتابعة الأحوال الاجتماعية للمفرج عنهم، وتقديم المساعدة للبعض في إيجاد الوظائف المناسبة لهم ما أمكن.
والجمعية تتلقى حالات القضايا المالية (الشيكات من دون رصيد) عن طريق وزارة العدل الممثلة بقصر العدل ومحافظات التنفيذ لفتح ملفات للتسوية مع الدائنين، كما تقوم الجمعية بمساعدة أسر السجناء.
أعمال الجمعية
تقدم الجمعية المساعدات لسجناء القضايا المالية الذين ليس لهم نوايا إجرامية حتى يتم الإفراج عنهم، سواء بدفع كل أو جزء من المبلغ وعمل تسوية مع الدائن عن طريق قاضي التنفيذ، كما تقدم مساعدة أسرهم حتى الإفراج عن المعيل، وكذلك مساعدة الحالات الإنسانية لكبار السن والنساء والمرضى من أسر السجناء، وتقوم الجمعية باستقبال حالات الضبط والإحضار من النساء لإجراء تسوية بالاتفاق مع وزارة العدل، ودفع جزء من المديونية لرفع الضبط ولا يقتصر عمل الجمعية على مساعدة السجناء، بل للجمعية أنشطة أخرى لتوعية المجتمع من مخاطر الديون من خلال المطبوعات كالبروشورات واللقاءات الصحافية والإذاعية والتلفزيونية، وكذلك المحاضرات العامة والندوات.
وقفيـــــة
أوصى عضو جمعية التكافل د. عبدالمحسن الخرافي أعضاء مجلس الادارة بالتركيز على وقفية للجمعية لتكون مصدرا مستمرا للدخل، حتى لا تعتمد الجمعية على التبرعات وحدها، على ان تقوم الأمانة العامة للأوقاف بادارة تلك الوقفية، وقدم الخرافي توصية أخرى باستثمار %10 من دخل الجمعية سنويا في عقار أو مشروع تعليمي أو مستشفى ليكون دخلا ثابتا ومستمرا للجمعية ويكون ذلك من خلال حملة تبرعات كبيرة يتم استثمار %10 من قيمة ما تم جمعه.