إن المال يعتبر عصب الحياة، والطلب إليه في الوصول إلى تلبية الحاجات يحتاج إلى المال، والمال محبوب إلى النفس والكل يطمع بجمعه سواء كان كبيرا ذكرا أو أنثى وحتى المريض والمجنون ، والسبب في ذلك إن للمال بهرجا ولمعانا وزخرفا لا تراه العين إنما يستشرفه القلب ويتشربه وتهواه النفس وتعشقه العين وتستأنس بلمسه وعدّه، فإن كان هذا المال بهذه الصورة فقد صدق الله العظيم حين قال "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" فهو الزينة في نظر الجميع وبعد هذه المقدمة نقول:
إن القضايا المالية في الكويت بلغت أكثر من 60 ألف قضية من عليهم حكم ومطلوب سجنهم ولم يسجنوا حتى الآن وهذا رقم مهول لأنه يرمي إلى نسبة عالية لمن عليهم قضايا في هذا المجتمع والنساء هن من ضمن نسيج المجتمع فالقضايا التي عليهن تكون:
هذه الحالة وصلت ببعض الأسر إلى سجن الزوج والزوجة بسبب مشاركتهما في عمل شراكة تدر عليهما أموالا فالبدء في هذه الشراكة تقوم أولا على اخذ قروض من البنوك أو من الأشخاص وتبدأ خطوة أعمال التجارة بدون دراسة ولا تخطيط فيبدأ العمل واضح التخبط،، الأموال بين أيديهم والأهواء تجرهم من كل جانب فتمضي الأيام وينقص المال بسبب كل مرة يجربون لونا من التجارة فما أن يمر عام على تحركهم حتى يصل القرض إلى أدنى مستواه، وفي نفس الوقت يشتغل عداد الفائدة عند البنك المأخوذ منه هذا القرض وربما تصل فائدة القرض ضعف المبلغ المقترض وربما يكون قيمة القسط تفوق 50 % من مجموع الراتبين للزوج والزوجة فيصبحا في حيرة في كيفية السداد وينفتح باب حاجة الحياة المتزايدة من بيت وأولاد ومرض وحوائج يومية مما يجعل الحياة صعبة لا تطاق فينفتح باب القضاء فيكون على كل منهما ضبط وإحضار بسبب إخلالهما بدفع مبلغ القسط الشهري والنتيجة عجز الزوجين عن دفع المبلغ وإيداعهما السجن فتنزل الطامة الكبرى وهي تيتم الأولاد بسبب سجن والديهما وتركهم للجيران أو لأقاربهما.
والصنف الثاني والذي يتسبب في سجن المرأة . هذا النوع من التعامل المالي الخفي بأن تقوم الزوجة أو الأم لأبنائها أو الأخت لأخيها أو البنت لأبيها بعمل هذا التوكيل فيقوم الآخر بفتح شركة باسمها أو شراء سيارة أو أكثر وأخذ قروض وعمل صفقات تجارية كل هذا ليس باسم الوكيل إنما باسم الموكل، والموكل (المسكينة التي في بيتها) لا تعلم القوانين المحظورة من وراء إعطاء هذا التوكيل للغير فإن تصرف الوكيل كله يعود على الموكل فأي خسارة أو سوء تصرف في استخدام هذا التوكيل يكون الويل على هذا الموكل وهذه شريحة موجودة في السجن سبب دخولها السجن هم هؤلاء الأربعة الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن.
في الصورة أدناه محاضرات توعوية لتوعية الشباب من مخاطر الديون يلقيها الشيخ مساعد مندني :
وكفالة الغير لا تختلف كثيرا عن التوكيل إلا أنه أقل ضررا في بعض الأحيان من التوكيل فتقوم هذه السيدة بكفالة أقربائها أو صديقاتها أو تتطوع بمساعدة جيرانها في كفالة دون أن تعرف ما يوجد في حسابها البنكي يساوي المبلغ الذي كفلت به، وتظن هذه المسكينة أن عملها هذا من باب المساعدة والتعاون ومن باب الفزعة والنخوة ولم تدرك أن الكفيل ضامن وغارم. فتكون النتيجة بعد ذلك إذا أخل العميل أو المدين بما عليه من أقساط ورفعت عليه قضية يكون الحكم على كل من الكفيل والعميل سواء بسواء فأيهما يضبط أولا من قبل السلطات يودع السجن وهذه أيضا مشكلة أخرى تعاني منها النساء بسبب كثرة من عليهن الضبط والإحضار بسبب هذه الكفالة.
ان الحياة الاجتماعية تقتضي حقوقا وواجبات وأعباء يتحملها كل طرف حتى تنهض الأسرة وتنمو فيها مقومات السلامة والبقاء .
فالاسرة ما هي الا مؤسسة اجتماعية لا بد لها من سلطان يشرف وقائد يوجه .
وقد خص الله سبحانه وتعالى الرجل بالقوامة وبين سبب اختصاصه بذلك ، فقال تعالى : "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " .
وهذه القوامة تستلزم طاعة أفراد الأسرة كلهم لرب الأسرة حتى تستقيم حياتهم وتؤتي هذه المؤسسة ثمارها الطيبة .
امر الله تعالى الرجال بحسن معاشرة أزواجهم قال تعالى : " وعاشروهن بالمعروف " وقال تعالى : " ولا تنسوا الفضل بينكم " .
وجاءت السنة تؤكد هذا الأمر وتحض عليه حتى قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع :
" ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم " الحديث .
وقد اخبر الله سبحانه وتعالى أن للزوجة من الحقوق على زوجها مثل ما للزوج عليه من حقوق فقال : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة " .